مدونة تقنية .. تعليمية .. تثقيفية .. والمزيد
تهتم بكل ماهو جديد في مجال التكنولوجيا

الاثنين، 20 أبريل 2020

ما تناوله كتاب سلام للكاتب الرائع (أحمد عبد المجيد)

بسم الله الرحمن الرحيم ..

كتاب : #سلام

للكاتب : أحمد عبد المجيد

عدد الصفحات : 214 صفحة

التقييم : 5\5 .

أما بداية ً:

وقبل أن أبدأ في التقييم الكلامي لكتاب "#سلام" وكلمة "تقييم" مجازية فلستُ أهلًا لها ..
فحريٌ أن يكونَ أول ما أكتبُ عنه هو غلاف الكتاب والذي يُعتبر كتابًا موازيًا لنفس الكتاب ، فعبقرية الأستاذ " كريم آدم " في وصف الكتاب قبل فتحه تستحق تحية وإشادة .
أما قبل :

فسلامُ السلامِ عليك يا صاحب "سلام" ، أستاذي ومعلمي " أحمد عبد المجد ".
أما بعد :
السلامُ ما بين الحالة والطباع والجوهر .
تناولَ قلمُ الكاتب " أحمد عبد المجد " من بداية رواية "#ترنيمة_سلام" منهجا صعبا يسيرا .
فمعظم أصحاب هذا المنهج ما بين المتهم والمُعاقب .
وهذا بطبيعة الحال لأن هذا المنهج لا يخاطب العقل بالضرورة وإن كانت رؤية العقل فيه واجبة .
وبدون التطرق للكتابات الخالية للكاتب ( مع أني قد أتأثر بها في كلامي الآن ، فلا جوهر هنا للاختلافات )
نجد أن (عبد المجيد) قد تفوق على نفسه في "#سلام" وجمع عصارة كل كتاباته فيها .
ومما يروقني أنه كتابٌ بقلم روائي فلا يغلب عليه الأسلوب الجافي ولا الألفاظ الغير بلاغية .
وشرح المنهج شرحا تفصيليا يتوازى مع المبتدئ والعالم ، بدءا من البحث وحتى الاستقرار .
فنجد أنه قد حدثنا عن بعض المراحل التي يمر بها الإنسان في طريق بحثه عن السلام حتى ينتهي به .
لكن من خلال قراءتي وجدت أنها ليست مجرد مراحل ذات مسميات تمر مر الكرام .
بل إنها مراحل "إدراك" سواء كان إدراك عقلي أو روحاني .
ولما كان لكل شيئ بدايته فبداية الإدراك سماها (عبد المجيد) "البداية".
وهي أن تدرك بداية الشيئ سواء كانت موجودة أو مجرد بداية للبحث عن وجودها .
لكن ليس من المنطقي أبدا أن تبحث عن الشيئ وهو ملاصق لك ولا تسأل عن شيئ وأنت تعرفه أكثر من نفسك ، بل فقط من المنطقي أن تستطيع إدراكه .
واستخدم (عبد المجيد) هذا المنطق في تعريف كيفية الوصول إلى الله الخالق .
كما كان من العبقرية أن تكون مرحلة الإدراك ما بعد إدراك الخالق هي إدراك الذات .
فلم يفصلها الكاتب فصلا جوهريا عن إدراك الخالق .
وكيف تُفصل عن الخالق وأنت المخلوق؟!
وتكررت العبقرية كثيرا في المكتوب لاسيما في كلمة (أكبر خطيئة ألا أعرف نفسي )
طبعا خطيئة كبيرة ، فإن لم أعرف نفسي فقد فقدتُ جانبا كبيرا من معرفة خالقي .
ولهذا أتطرق لبعض المقولات ((( الجدلية))) لسابقين مثل الحلاج والسهروردي والتبريزي وابن الفارض والتي ساهمت كثيرا في وصفهم بالمجانين أو الزنادقة أو غيرها من الأوصاف عندما جعلوا من الذات سبيلا لوصف قدرة الخالق وأشاروا لها (بمعانٍ قالوا عنها أسرار) تصف الذات الإلهية مثل ( ليس في هذه العباءة إلا الله ) (ما انفصلت البشرية عنه، ولا اتصلت به) (ما رأيت شيئًا إلَّا ورأيت الله فيه) "مقولات للحلاج"
لم تكن هذه المعاني تحتاج فقط لعالم بليغ ملم بقواعد البلاغة وغيرها ، بل كانت تحتاج لإدراك ما أردكه القائلون ، ولكنهم عادة كانوا يحبون الاحتفاظ بالأسرار .
وبعد المراحل الثلاث ذكر الكاتب مرحلة إدراك لا تنفصل أبدا عن المراحل الخالية وهي مرحلة إدراك سماها بـ "هم".
وهم كل شيئ خلاف الخالق وأنت ولكن باتصال مباشر وغير مباشر .
فكما قال " الانسان غير منفصل عما حوله "
وبالفعل بدون أنت وهم فلا حياة لكننا حتما نسينا ماهية وجودنا سويا .
وبعد ذلك يتسامى بنا الإدراك مرحلة أخرى لنصل مرحلة الديمومة .
مرحلة وسطية لكني أراها الأصعب والأكثر جهدا ، وأنها الفاصلة ما بين ما قبلها وما بعدها .
وتتصل اتصالا مباشرا بالتسليم وهي مرحلة الإدراك التي تليها مباشرة والتي لا تعني اللامبالاة بما يجري بل تعني أن تعيش قدرك بالرضا لا هروب ولا جحود فقط عِش دورك بما يحمل من معان .
وبعد الست مراحل السابقة (باعتباري أن البداية مرحلة مهمة جداااااااا لا أفصلها )
نبدأ فعلا في مراحل الاعتراف أو تكوين ماهية السلام .
والتي تبدأ بإدراك الحب .
وبالحديث عن الحب فمن الجحود أن نحصره في معنى أو اثنين أو ألف .
بل نتحدث عنه كـمعنى مطلق للحب ، وإن حصرناه في مراحل الإدراك السابقة فلن يسبب قصورا فيما نتناوله .
فبداية بحب أن نبدأ وحب الخالق وحب النفس وحب الغير وحب الاستمرارية والثبات وحب التسليم وحب المحبة نفسها فلن نقصر هنا في تناول أي من المعاني .
وبتناول المحبة لا ينفى الكاتب وجود متناقضاتها بل بالعكس لا يرى نفعا من اي معنى للخير إلا بوجود عكسه ، وهو المنطق الدنيوي الذي لا خلاف فيه ووقود الحياة .
ومن منا بعد هذه المراحل الإدراكية لا يرى فيض النعم الخفية والظاهرة التي تملأ حياتنا فيدرك بها معنى الشكر والامتنان ، ويترك حقه في الجحود والنكران ويترك فهمه الخاطئ أن كل ما له حق راسخ له رغما عن الحياة..
حتى تستقر نفسه ويستقيم منسمه فيستطيع أن يرى الوجه الأجلى للحياة ..
أبدع الكاتب وتفوق في تيسير وتسهيل مراحل الإدراك الحياتيه التي تصل بنا لبداية ذروة السلام والطمأنينة .
وأنهي ما بدأت به (السلام ما بين الحالة والطباع والجوهر )

فالسلام هنا جوهر جُبـِلَ به الإنسان وفقده مع حادثات الدنيا ، فنبحث عنه لنعيشه في حالات ، ثم نتطبع به لنستقر عليه .. #بقلم_محمد_الشربيني



قد يهمك :

ماهي إعادة الإستهداف remarketing

 هنتكلم عن إعادة الاستهداف remarketing خلينا نقسم الكلام لفقرات كالتالي : 1- ماهي إعادة استهداف؟ 2- ماهي أنواع إعادة الاستهداف؟ 3- لماذا إعا...

جميع الحقوق محفوظة | سياسة الخصوصية

إدارة : محمد رضا . . | . . تطوير : بهجت عكاشه